هنا في "الرأسمالي الرحال" كل ما نفعله أننا نواصل الحديث حول الضرائب والكتابة بشأنها وطرح الأسئلة إزاءها، بنفس الطريقة نفسها التي يتناقش بها الأوروبيون والأمريكيون حول كرة القدم.
نعم، أعي بأنهم لا يتحدثون عن الرياضة نفسها، على الرغم من أن كلتا الرياضتين تحمل الاسم نفسه "كرة القدم"، ولكننا نستطيع أن نقول الشيء نفسه عن كلمة "ضرائب" في الدول المختلفة: قد تتشابه المسميات، ولكنها قد تعني شيئًا مختلفًا تمامًا وفقًا للبلد المعني.
هناك دول منخفضة الضرائب أو معدومة الضرائب، ثم هناك الدول ذات الضرائب المرتفعة؛ فحسب المكان الذي تختاره ليكون محل أملاكك، يمكن أن يكون نصف دخلك خاضعًا للضريبة.
حيث يمكن أن ترسل نصف دخلك للحكومة أو لا ترسل أي شيء على الإطلاق.
نعم، ليست جميع أنظمة الضرائب متشابهة، بل هي أبعد ما تكون عن ذلك.
في العالم المعاصر الذي يتسم بالعولمة اليوم، يُعد دفع ضرائب أكثر مما يتعين عليك، إذا دفعت أي شيءٍ على الإطلاق، خطأ فادحًا على الأرجح يمكن تجنبه.
يتطلب الأمر معرفة أساسية بالأنواع المختلفة للضرائب، ومعرفة بمعدلات الضرائب المختلفة في جميع أنحاء المعمورة، وقليلًا من المساعدة المهنية لترتيب شؤونك الضريبية على الصعيد الدولي بحيث يصل إجمالي فاتورتك الضريبية إلى 0 دولار.
أنواع الدخل الأربعة الخاضعة للضريبة
عادة ما تطبق الدول في جميع أنحاء العالم أحد أنواع الأنظمة الضريبية الأربعة عندما يتعلق الأمر بالدخل الخاضع للضريبة: لا يتم فرض ضرائب، أو يتم فرض ضرائب سكنية، أو الضرائب على أساس المواطنة، أو ضرائب إقليمية.
تتمثل القاعدة العامة للنظام السكني في 183 يومًا؛ بعبارة أخرى، إذا قضيت أكثر من 183 يومًا مخصصًا في دولة معينة، فسيتم فرض ضرائب على دخلك من جميع أنحاء العالم.
في حالات أخرى، يكفي أن تكون مقيمًا في دولة معينة حتى يخضع دخلك للضريبة التي تفرضها الدولة بغض النظر من أين يأتي دخلك في جميع أنحاء العالم.
الضرائب على أساس المواطنة هي أكثر أشكال الضرائب قسوة على الإطلاق ولا يتم استخدامها إلا من جانب إريتريا والولايات المتحدة.
سيخضع مواطنو هاتين الدولتين للمطالب المتعلقة بضرائب بلدهم، على الرغم من أن المقيمين في الخارج تتاح لهم الفرصة لاستبعاد بعض دخلهم الأجنبي من الضرائب الصارمة المطبقة في البلاد.
لحسن الحظ، هناك دول تتبع نظامًا ضريبيًا إقليميًا وهو نظام تفرض فيه الدول ضريبة فقط على الدخل الذي تم تحقيقه ضمن حدودها الجغرافية (أي أن الدخل الذي كسبته في سنغافورة يخضع فقط للضريبة المفروضة في سنغافورة على سبيل المثال).
إنّ الوعي بالاختلاف في هذه الأنظمة ومعرفة أي بلد يستخدم أي نظام أمرٌ بالغ الأهمية.
بمجرد أن تعرف النظام الذي تتبعه كل بلد، يمكنك الاحتفاظ بجنسية بلدك الأصلي بينما تعيش في بلد آخر، وجني المال في بلد ثالث دون الحاجة إلى دفع ضرائب في أي منها.
ملاذ ضريبي أم خطر ضريبي؟
لا يدرك غالبية الناس أن هناك بلدانًا منخفضة الضرائب ويقبلون النظام الضريبي الذي تفرضه عليهم بلدانهم فقط، حتى لو كانوا يجنون المال عبر الإنترنت مع تواجد عملائهم الرئيسيين في جزء آخر من العالم.
فيما يدرك البعض الآخر جيدًا "الأسرار الخفية" أو الملاذات الضريبية الموجودة هناك، غير أنهم يقولون بأن معدلات الضرائب المرتفعة أمر لا مفر منه إذا كنت ترغب في الحصول على حياة ذات جودة معينة.
إذا قرأت مقالاتي أو تابعت قناتي على يوتيوب، فإنك تعلم أنني سافرت حول العالم كثيرًا؛ كما تعرف أيضًا مدى تقديري لاستخدام الخدمات الممتازة أينما أسافر.
من واقع خبرتي، يمكنني أن أضمن أنك ستجد مستوى معيشة مرتفعا في العديد من البلدان التي لا تتوقع ذلك فيها.
لا ترتبط الضرائب دائمًا بمستوى جودة المعيشة التي يمكن أن تقدمها البلد.
إن معرفة البلد الذي ستعيش فيه، والبلد الذي تجني فيه المال، وبلدك الأصل هو الفكرة التي تدور حولها نظرية المسافر الدائم.
أوصي أولئك الذين أقدم لهم المساعدة كل شهر بأن يصبحوا من المقيمين الذين تفرض عليهم الضرائب في بلد معفى من الضرائب لن يحاول الاستيلاء على الأموال التي يكسبونها في أي مكان آخر.
تذكر أن الأمر كله يتعلق بالذهاب إلى حيث تتلقى المعاملة المُثلى.
توجد الكثير من البلدان منخفضة الضرائب تضم مدنًا تحتل مرتبة عالية في مؤشرات جودة الحياة وسعادة مواطنيها.
هناك أكثر من 160 دولة خارج العالم الغربي والعديد منها دول متقدمة للغاية مثل جورجيا، كوستا ريكا، بنما ، و سنغافورة.
لا يمكن للبلدان ذات الضرائب المرتفعة احتكار التنمية أو جودة المعيشة أو السعادة. في الواقع، يمكنهم في بعض الأحيان تحقيق العكس.
غالبًا ما يُطلق على البلدان منخفضة الضرائب اسم "الملاذات الضريبية"، ولهذا قررت تسمية البلدان ذات المعدلات الضريبية المرتفعة بـ"المخاطر الضريبية". قد تُقرر العيش في مثل هذه "المخاطر الضريبية" والعمل فيها أو تخطط للانتقال إليها وأنا هنا لتوجيهك للاتجاه الآخر.
لنلقِ نظرة على 15 بلد ذات معدلات ضريبية مرتفعة.
17. فرنسا
نعم، مع كل هذا الجبن والنبيذ وأجواء شارع "je ne sais quoi" الحيوية، فإن فرنسا بلا شك بلد عظيم.
نظرًا لأنها ثالث أكبر بلد في أوروبا من حيث عدد السكان، لا تزال فرنسا قوة عالمية، ومن الدول الصناعية السبع الكبرى، وثاني أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي من خلال تعادل القدرة الشرائية.
ومع ذلك، تُعد فرنسا واحدة من البلدان التي تمتلك أعلى المعدلات الضريبية في العالم، مع أعلى معدل هامشي بنسبة 45%.
لوضع هذا في سياق مفهوم، موناكو وهي دولة منخفضة الضرائب تقع في الريفييرا الفرنسية، لا تفرض ضرائب على الدخل وهي واحدة من أغنى البلدان في العالم.
والمعدلات الضريبية المنخفضة في موناكو هي بلا شك أحد الأسباب التي تجعل الفرنسيين يشكلون 30% تقريبًا من مواطني موناكو.
من يمكنه مقاومة التمتع بهذا المستوى من جودة المعيشة (أو مستوى أفضل) بدون أي من الالتزامات الضريبية؟
16. إسبانيا
تمتلك إسبانيا أحد أكثر برامج التأشيرة الذهبية جاذبية في أوروبا. إسبانيا بلد عصري ومثير للغاية بداية من الشواطئ الذهبية وحتى منضدة وجبات التاباس الإسبانية، ففي كل مكان تتجه إليه أنظارك تلمح مستويات مرتفعة من المعيشة.
ولكن لكل شيء ثمنه.
إذا كنت تقضي ستة أشهر أو أكثر سنويًا في إسبانيا، فستصبح من المقيمين الذين تُفرض عليهم الضرائب، وستدفع ضرائب باهظة بنسبة 47%.
والخبر السيء هو أن إسبانيا تفرض ضرائب على دخلك من جميع أنحاء العالم.
بالتأكيد، هناك طرق للتحايل على الأمر، لكنها تضيف مستويات أخرى من التعقيد أنت في غنى عنها. ثمة طرق أخرى أجدى نفعًا.
15. أيرلندا
أنا من أشد المعجبين بأيرلندا عندما يتعلق الأمر بجودة الخدمة ودماثة الأخلاق التي يتمتع بها أهلها (لدرجة أنني قررت أن أقيم حدث "نوماد ماسترمايند - Nomad Mastermind Event" في دبلن منذ فترة.)
تم تصنيف أيرلندا كواحدة من أغنى البلاد في الاتحاد الأوروبي ومن بين أغنى 25 بلدًا في العالم من حيث نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي. وهي إحدى النماذج الرائعة على إمكانية تحقيق التطور والنمو حتى بعد فترة وجيزة من الأزمة المالية التي شهدها العالم في عام 2008.
من بين الأمور التي ساهمت في ذلك، إلى جانب العمل الجاد والروح الخلاقة للأيرلنديين، كانت معدلات ضرائب الدخل المنخفضة نسبيًا على الشركات، والتي استخدمتها شركات مثل جوجل وأبل، لكن الأيرلنديين ليسوا محظوظين تمامًا إذ يجب عليهم دفع معدل ضريبة دخل هامشية يصل إلى 40%.
إنه ليس أعلى معدل ضريبي في أوروبا، لكن معدلها الضريبي لا يزال مرتفعًا بما يكفي لوضعها ضمن هذه القائمة.
يتم احتساب جميع الممتلكات أو الأرباح أو المكاسب ضمن الدخل الخاضع للضريبة. يخضع الشخص المقيم والساكن في أيرلندا لضريبة الدخل المفروضة في أيرلندا على إجمالي دخله من جميع المصادر في أنحاء العالم كافة.
تكون الضرائب على الأرباح تصاعدية، وتتنوع ما بين فرض ضرائب ضئيلة على الدخل يدفعها أصحاب الدخل المنخفض أو أحيانًا لا يتم فرض ضرائب عليهم، ومعدل ضريبي مرتفع يطبق على أصحاب الدخل المتوسط والمرتفع.
14. لوكسبمورج
على الرغم من أن لوكسمبورغ دولة صغيرة، إلا أنها تفرض ضرائب هائلة. إن دوقية لوكسمبورغ الكُبرى (نعم هذا هو الاسم الرسمي لها) هي دولة صغيرة بين الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي تقع بين بلجيكا وألمانيا وفرنسا.
لا تشتهر لوكسمبورغ بالضرورة بالكثير، فهي معروفة عمومًا بأنها بلد آمن ومتزن به نظام اقتصادي وحكومي ومصرفي مستقر. كما أنها، بالمناسبة، لديها أحد أفضل جوازات السفر في العالم.
ولكن لسوء الحظ، فإن بها أيضًا أحد أعلى المعدلات الضريبية على الدخل في العالم، مع نظام ضريبي تصاعدي يستهدف أصحاب الدخل المرتفع بمعدل ضريبة دخل شخصي يبلغ 42%.
13. ألمانيا
بصفتها مركز قوة ونفوذ في أوروبا، تعد ألمانيا واحدة من أقوى الاقتصاديات في العالم، كما أن بها أحد أعلى المعدلات الضريبية في العالم. هل ذلك هو ثمن النجاح؟ ليس تمامًا.
تشتهر ألمانيا بالدقة في المواعيد، ولكن كما سيخبرك أي شخص سبق له التعامل مع بيروقراطيتها، وخلافًا للرأي السائد، فإن ألمانيا ليست بهذه الكفاءة.
في الواقع، إنها مؤسسة حكومية كبيرة بمعنى الكلمة. والحفاظ على دوام هذه الحكومة باهظ التكلفة.
وعليه، غالبًا ما يتم ضم ألمانيا إلى ما يسمى دول أوروبا الشمالية؛ والتي تشمل أيضًا النمسا وفرنسا ودول البنلوكس والبلدان الاسكندنافية.
ستلاحظ أن هذه البلدان مدرجة في هذه القائمة، وهي البلدان التي يُنظر إليها عادةً باعتبارها أكثر تدبيرًا وعقلانية من نظيراتها في جنوب البحر الأبيض المتوسط، ولكنها تحافظ أيضًا على برامج خدمات اجتماعية كبيرة مدفوعة وذلك عن طريق الضرائب المرتفعة. (أما المفاجأة هنا فهي إيطاليا التي أصبحت مدرجة بدلًا من ذلك في قائمة البلدان الأوروبية منخفضة الضرائب بفضل نظامها الضريبي الثابت الذي يبلغ 100 ألف يورو.)
أما في ألمانيا، يعد النظام الضريبي نظامًا تصاعديًا مع معدل ضريبة دخل شخصي يبلغ 45% يستهدف أصحاب الدخل المرتفع.
12. البرتغال
البرتغال هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي ذات الدخل المرتفع والتي تحتل المرتبة 48 من حيث الاقتصاديات الكبرى في العالم وأعلى معدل ضريبة هامشية يبلغ 48%.
تستخدم البرتغال الضرائب لتعزيز المساواة بين ذوي الدخل المرتفع وذوي الدخل المنخفض في البلاد. يخضع دخل العمالة المكتسب لضريبة الدخل التصاعدية التي تنطبق على جميع القوى العاملة.
يمكن احتساب قائمة طويلة من الإعفاءات الضريبية كتخفيضات ضريبية، بما في ذلك الاقتطاع العام، والنفقات الصحية، والتأمين على الحياة والتأمين الصحي، والإنفاق على التعليم.
11. هولندا
تتمتع هولندا باقتصاد نام وتلعب دورًا خاصًا في الاقتصاد الأوروبي على مدار مئات السنين.
في العقود الأخيرة، كانت أحد الأعضاء المؤسسين لما سيصبح فيما بعد الاتحاد الأوروبي.
تحتل هولندا المرتبة 17 من حيث الاقتصاديات الكبرى في العالم.
ويمنحها موقعها الجغرافي إمكانية وصول بشكل أساسي إلى الأسواق في المملكة المتحدة وألمانيا، حيث يعد ميناء روتردام أكبر ميناء في أوروبا.
لوقتٍ طويل، كانت هولندا من بين أكثر البلدان ازدهارًا في العالم.
هذا البلد التجاري العملاق، وأحد أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان على وجه الأرض، لديه معدل ضريبي على الدخل (ضريبة الدخل بالإضافة إلى المعاش التقاعدي الإجباري والضمان الاجتماعي ومدفوعات الرعاية الطبية التي تمولها الدولة، جميعها تُمثل نسبة مئوية من الدخل تصل إلى حد أقصى) يبلغ 49% للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا على إجمالي الدخل الذي يزيد عن 68.508 يورو.
10. سلوفينيا
على الرغم من أنها واحدة من أصغر الدول في أوروبا، إلا أن سلوفينيا لا تزال تفرض ضريبة هائلة بنسبة 50% على مواطنيها. تقع سلوفينيا عند نقطة التقاء الثقافات الجرمانية واللاتينية والسلافية.
ويبلغ عدد سكان سلوفينيا 2.1 مليون فقط وهي من بين أصغر الدول في الاتحاد الأوروبي.
إنها واحدة من العديد من الدول الشيوعية السابقة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن لديها أيضًا أعلى معدلات ضرائب بين الدول الشيوعية السابقة مع معدل ضريبة هامشية أعلى يبلغ 50%.
غير أن سلوفينيا تتمتع باقتصاد نام وهي أغنى الدول السلافية من حيث إجمالي الناتج المحلي الاسمي للفرد الواحد في مقابل قوى إقليمية مثل بولندا وروسيا.
9. إسرائيل
إن معدل التطور في هذا البلد الصغير في الشرق الأوسط مثير للإعجاب. إسرائيل هي إحدى الدول غير الأوروبية القليلة في هذه القائمة ويبلغ عدد سكانها 9 ملايين مواطن فقط.
غير أنها تحتل المرتبة 13 في قائمة أكبر عدد من الشركات الناشئة في العالم.
كانت إسرائيل واحدة من أكثر الاقتصاديات مرونة في العالم خلال "أزمة الركود الاقتصادي الكبير" لعام 2008.
في الوقت الراهن، تمتلك إسرائيل إجمالي ناتج محلي للفرد الواحد على غرار دول جنوب أوروبا.
نظرًا لتاريخها وموقفها الجغرافي ونظام التعليم الجامعي عالي الجودة بها، تعد إسرائيل موطنًا للسكان المتلهفين للعمل والذين تلقوا تعليمًا عاليًا المسؤولين عن تحفيز فترة ازدهار التكنولوجيا الرفيعة في البلاد والتنمية الاقتصادية السريعة.
ولكن لكل شيء ثمنه: حيث لديها معدل ضريبة هامشية مرتفع يبلغ 50%.
8. بلجيكا
يتصل اقتصاد بلجيكا القوي وبنيتها التحتية للنقل مع بقية أوروبا. وقد ساعد موقعها في قلب المنطقة الصناعية العالية في جعلها تحتل المرتبة العاشرة في قائمة أكبر الدول التجارية في العالم.
كل هذا يبدو رائعًا حتى تدرك أن الدولة بها أحد أعلى المعدلات الضريبية على الدخل الشخصي في أوروبا.
ستسمع الناس يشتكون من الضرائب طوال الوقت، "لا أعرف لماذا أتكبد هذه المشقة في حين تستولي الحكومة على نصف أموالي". في معظم الأوقات، هم يبالغون في الحديث، إلا إذا كانوا من بلجيكا، لأن هذا هو ما تفعله الحكومة البلجيكية حرفيًا.
في الوقت الراهن، إذا كسبت أكثر من 46،440 يورو، فسيتم فرض ضرائب بمعدل 50%. وإذا كنت تعتقد أن هذا أمر جنوني، فهذا في الواقع يعكس تحسنًا، وذلك لأنه حتى وقت قريب كان هذا المعدل أقرب إلى 54%.)
7. أروبا
أروبا هي واحدة من أجمل الجزر في منطقة البحر الكاريبي ووجهة شعبية لقضاء عطلة ممتعة.
كما تُعد الجزيرة واحدة من أكثر الجزر أمانًا في منطقة البحر الكاريبي إذا استبعدت بعض الجرائم البسيطة. ولكن من يهتم ببعض جرائم النشل البسيطة عندما تفرض الحكومة معدل ضريبة مدهشًا للدخل الشخصي يبلغ 52%.
لقد انخفض معدل الضريبة بالفعل في السنوات الأخيرة، حيث بلغ في السابق 59%. ولكن هل يجعل ذلك معدل الضريبة أفضل؟ حسنًا، ليس بالنسبة لنا. لا يمكننا استيعاب فكرة أن يدفع الناس أكثر من نصف أموالهم المكتسبة بشق الأنفس إلى الحكومة في شكل ضرائب.
6. السويد
تحتل السويد المرتبة 11 في قائمة أغنى دول العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد.
إن تصنيفات المعيشة ومتوسط العمر المتوقع من بين أعلى المعدلات في العالم، ولديها فجوة صغيرة جدًا في تفاوت الدخل.
تتمتع دولة السويد بمجتمع ما بعد صناعي متطور مع حالة رفاه اجتماعي متقدم، لكن تكلفة ذلك هي أن بهذه الدولة أحد أعلى المعدلات الضريبية على الدخل الشخصي في العالم، حيث يتم خصم ما يصل إلى 52.9% من الدخل السنوي للفرد الواحد.
يتميز السويد بنظام ضريبي للدخل المكتسب الناتج عن العمل يجمع بين ضريبة الدخل (التي يدفعها الموظف) ومساهمات التأمين الاجتماعي (مساهمات أصحاب العمل) التي يدفعها صاحب العمل. على الرغم من أنه قد يتم فرض ضرائب باهظة على السويديين، إلا أن مبيعات العقارات السكنية معفاة من الضرائب هناك.
5. النمسا
هي إحدى الدول القليلة الناطقة بالألمانية في العالم، كما أنها واحدة من أكثر الدول تقدمًا، شأنها شأن الدول الأخرى الناطقة بالألمانية.
ولكن تطالب النمسا أن يدفع مواطنوها مقابل هذا الامتياز، حيث إن أعلى المعدلات الضريبية الهامشية تبلغ 55 %.
بصرف النظر عن المعدّل المرتفع لضريبة الدخل، فإن معدل التأمين الاجتماعي يبلغ 18%، ويتم فرض رسوم على العلاوات المدفوعة بمعدل 6%، وضريبة أرباح رأس المال بنسبة 27.5%.
تحتل النمسا المرتبة 15 في قائمة أغنى دول العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد، وتتمتع باقتصاد سوق اجتماعي متطور ومستوى معيشي مرتفع.
لكن السؤال الذي يجب أن تطرحه على نفسك، "بأي ثمن؟"
إن جودة مستوى المعيشة التي يمكنك التمتع بها في النمسا يمكنك التمتع بها في دول أخرى ذات معدلات ضريبية أقل بكثير.
لذلك، على الرغم من أنه قد يكون من الجيد زيارة النمسا، ننصحك بألا تكون من مقيميها الذين ينطبق عليهم قانون الضرائب.
4. الدنمارك
تتمتع الدنمارك باقتصاد متطور يحتل المرتبة التاسعة في العالم من حيث إجمالي الناتج المحلي للفرد الواحد والسادس في إجمالي الناتج المحلي الاسمي للفرد.
يعتمد نظام الرعاية الذي تكفله الدنمارك، من بين أمور أخرى، على مفهوم استفادة المواطنين من الخدمات المختلفة، التي توفرها الدنمارك والتي يدفعون الضرائب في مقابل الحصول عليها، على قدم المساواة.
نظرًا لأن عدد سكانها قليل جدًا، فرضت الحكومة الدنماركية إجمالي معدل ضريبة على ما يعادل 56% من دخل الفرد من أجل سد احتياجات مواطنيها.
يرى الكثيرون ذلك مبررًا لمعدلات الضرائب المرتفعة التي تفرضها الدولة، والذي يسمح أيضًا بزيادة إمكانية الوصول إلى البرامج الاجتماعية للشعب الدنماركي.
وهو أحد الأسباب خلف النظر إلى الدنماركيين باعتبارهم من أسعد الناس في العالم.
أو ربما يرجع السبب في ذلك إلى أنهم يرسخون لمفهوم "Hygge"، ويقصد به تقدير المشاعر أو اللحظات التي يعيشها المرء، سواء كان بمفرده أو مع الأصدقاء، أو في المنزل أو خارجه، أو عادية أو استثنائية للاستمتاع بحياة مريحة أو ساحرة أو مميزة.
ولكن بالنسبة لي، فسأختار دائمًا طريقة التفكير وليس الضرائب كمقياس لمستوى سعادة البلد.
3. اليابان
اليابان هي ثالث أكبر اقتصاد وطني في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين من حيث إجمالي الناتج المحلي الاسمي. فيما يتعلق بتعادل القوة الشرائية، فهو رابع أكبر اقتصاد وطني في العالم، بعد الولايات المتحدة والصين والهند.
هذا كله مثير للإعجاب بالنسبة لبلد يحتل المرتبة 11 في قائمة أكبر عدد السكان في العالم.
ويُعزي الكثيرون نجاح اليابان إلى أخلاقيات العمل الشهيرة لديهم. ومع كون عاصمتها موطنًا للكثير من أصحاب الملايين أكثر من أي مدينة أخرى في العالم، فاليابان هي الدولة الآسيوية الوحيدة في قائمة الدول ذات المعدلات الضريبية المرتفعة مع أعلى معدل ضريبة هامشية على الدخل يبلغ 55.97%.
إن تفوق الشركات اليابانية في آسيا في إنتاج مجموعة متنوعة من التكنولوجيا المتقدمة والسيارات تعني أن الحكومة تجني الكثير من الضرائب على الدخل.
إنها أيضًا واحدة من الدول القليلة التي يمكن مقارنة ثقافتها مع الثقافات الغربية من حيث الشعبية في جميع أنحاء العالم.
2. فنلندا
تحمل فنلندا أعلى معدل ضريبي في أوروبا وثاني أعلى معدل ضريبي في العالم. معدلاتها الضريبية مرتفعة للغاية لدرجة أن هذا البلد الصغير الذي يضم 5.5 ملايين شخص يكسب مكانًا في هذه القائمة لأعلى الدول في المعدلات الضريبية، مع أعلى معدل ضريبة هامشية يبلغ 56.95%.
كما أنها تُعد واحدة من الدول التي لديها أعلى معدل ضريبة أرباح على رأس المال.
ومن الحقائق المثيرة للاهتمام أن أي شخص يصل إلى فنلندا ويبقى لفترة أطول من ستة أشهر سيصبح، من وجهة نظر المسؤول الضريبي، "مقيمًا بها". ويخضع دخل أي مقيم للضريبة الفنلندية دون تمييز بين البلد المصدر في جميع أنحاء العالم.
1. كوت ديفوار (ساحل العاج)
يمنح الناس الذين يعيشون في ساحل العاج 60% من دخلهم للحكومة، ولا يجب أن يكون هذا هو الحال..
يمتلك ساحل العاج البلد الذي طالت معاناته والواقع في غرب إفريقيا أعلى معدل ضريبة على الدخل في العالم.
من المؤكد أنه سوق ناشئة مع مواصفات ومميزات فريدة، ولكن لمثل هذا المستوى المنخفض من جودة المعيشة، لا يمكننا
لماذا تدفع أكثر؟
بقدر ما أود ركوب طائرة وقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فيينا أو باريس أو طوكيو، فإنني أنصحك بالتفكير مليًا إذا ما أردت أن تصبح مقيمًا في إحدى هذه الدول، حيث قد يخضع دخلك لمعدلات ضريبية مرتفعة.
المعدلات المدرجة هنا هي أعلى المعدلات الضريبية الهامشية، ما يعني أنك لن تتخلى إلا عن نصف الدخل الذي تكسبه فوق شريحة الضرائب الهامشية. لذلك، حتى في دولة ذات معدل ضريبي هامشي مرتفع يبلغ 50%، يمكن أن يكون معدل الضريبة الفعلي منخفضًا بنسبة 35%.
لكن حتى كتابة ذلك هي فكرة مضحكة.
لماذا تدفع 35% بينما يمكن ألا تدفع شيئًا؟ وفي بعض الدول، قد يزيد معدل الضريبة الفعلي عن 50%.
في كاليفورنيا، على سبيل المثال، بمجرد إضافة الضرائب الاتحادية وفقًا لمعدلات ضريبة الدخل الاتحادية التي تفرضها المدينة، والضرائب الحكومية، وضرائب الرواتب وغيرها، يمكن أن يصل معدل الضريبة الفعلي إلى 54%.
اعتمادًا على الشريحة الضريبية التي تقع ضمنها بالطبع من بين شرائح ضريبة الدخل الاتحادية.
من الواضح أن هناك الكثير من الأمور التي يجب وضعها في الحسبان ويتجاوز ذلك أعلى معدل ضريبة هامشي على الدخل عند السفر إلى الخارج. لهذا نقدم تخطيطًا شاملًا للسفر للخارج والذي يتناول النظام الضريبي والمكان الذي ستعيش فيه وأين تستثمر وأين تمارس نشاطًا تجاريًا وغيرها المزيد، والتأكد من أن كل هذه العوامل تخدم مصالحك.
لذا، احرص على الاطلاع على جميع التفاصيل صغيرها وكبيرها قبل أن تأخذ القرار واختر دولة تتلقَ فيها معاملة أفضل، وبالتأكيد لا يجب أن تكون إحدى الدول المدرجة في هذه القائمة.
